الموت

الموت

نظرت حولي فإذا الناس يحفوني
ورأيت دمعا يغمر كل الجفونِ
فقلت ويحا لكم ماذا بيا
وكأني صخرا لايُسمع ولا يرىَ
جلبوا الطبيب اني مريض يافرحتا
جاء الطبيب واقبل نحوي منصتا
رفع الذراع فسقط منه ووجد قلبي خافتا
ثم اقبل نحو أهلي وقال إنه لله راجعا
بكى الجميع وصار بين الجمع همهمه
فصرخت وقلت لا انا ها هنا
طار الطيور ولم يكن في الجمع سامعا
شلت ذراعي وشل جسمي كاملا
وجردوني من الثياب وكأني طفلا يافعا
وأقبل رجلاً نحوي بالكفن مسرعا
و أوضعوني على لوحا بأرجل اربعه
وغسلوني وكأني مولوداً حينها
فشممت ريحا ومسكا طيبا
فعلمت اني مت وليس لي بمطلبا
وصمتوا برهه ثم هموا ليكفنوني
وجاء الناس بعدها وحملوني
أخبروني ايها الناس عن مالي
وخبروني عن أهلي وعن حالي
اين الصديق اين الرفيق واين اولادي
صرت وحيدا ولست مبيت في داري
يامنشغل بهموم الدنيا اتركها
فإنك اليوم أو غدا مفارقها


تأليف: أحمد محيسين