لا تسأل عن طريقك..أصنعه بنفسك


لا هذا ليس مقال تنمية بشرية..بل أتحدث جاداً عن موضوع السؤال عن الطريق وفي الطريق
لسنا جوجل إيرث..بالتأكيد هناك الكثير من الأماكن التي لا تعرفها..قد تضيع في الطريق فتتذكر المثل الشعبي
اللي يسأل مايتوه
صدقني لن يفيدك..هو شبيه خرائط جوجل، قد يصيب وقد يخيب!! وغالباً سيخيب..فكل الطرق تؤدي لروما وروما ليست طريقك. أنا أحاول بقدر الإمكان أن لا أسأل..فقط أبحث وأجرب، أمشي وراء حدثي، فقد جربت كثيراً وندمت على السؤال، آخر مره سألت بها عن طريق وصلت له مشياً بعد نصف ساعة تقريباً وسط سيارات مسرعة وطريق مظلم ولا أحد يقف لك خوفاً من الطريق نفسه!!
من المعروف أن صاحب التاكسي يعرف أغلب الطرق، لكن العداد سيجعله ينسى إن كان يدخن أم لا..وليس الطريق فقط، يوم من الأيام كنت بأحد شوارع مصر الجديدة، لا أتذكره صراحة -وإلا لما حدث التالي- كل ما أتذكره أني كنت أرى مبنى سيتي ستار بوضوح وأريد الرجوع لمدينة نصر :D بالتأكيد من يعرف المنطقتين سيعرف جيداً قربهم في هذه النقطة، لا يوجد مواصلات إطلاقاً أمام نظري سوى التاكسي وأنا أكرهه بمقدار كرهي للباص -الأتوبيس- لا أحد سيقف لي بالتأكيد لـ.... سوى هذا، والذي لا يعرف الطريق بالطبع بعد الركوب -فقبل ذلك كان يعرف- أضطررنا للسؤال عن أقرب شارع -نعم أقرب شارع وليس أٌقرب دولة- والجميع يفتي، ولنأخذ فتوى ثلاثية رائعة من ثلاث أصدقاء في مترين..الأول أشار لليسار والثاني أشار لليمين والثالث قاطعهم وأشار للخلف..نعم خلف ظهره، فلم يكن هناك طريق أساساً وهذا أضمن من اليسار واليمين وأسرع كذلك.
لا أعرف صراحة ما المستفاد من كل هذا، كلما تسأل شخص يجيبك، الم تطلب الإجابة!! إذا فأنا عالم بها.
(لا أعلم)..كلمة ستكفي، لا لن تحزنني مادامت ستوفر علي ساعة ذهاب وعودة لنفس المكان بسبب طريق خطأ وصفته لي، لن تحزنني لإنها لن تعرضني للسرقة وربما القتل في اللاطريق، لن تجعلني أسبك أو أتمنى لك الموت بسبب كلمة خرجت منك.
هل سأصفك بالجاهل إن كنت لا تعرف حقاً؟ هل إجابتك ستحدد مصيرك؟ هل تجمع النقاط بالإجابة سواء كانت صحيحة أو لا؟
تخيل نفسك مكاني، لا لا تتخيل فبالتأكيد وقعت في نفس المأزق..فلماذا إذاً؟
المشكلة أننا نخاف من أنفسنا ولا نخاف من الناس، مثلاً تذهب إلى طريق فتنسى إن كنت ستتخذ الشارع الذي على يسارك أم الشارع الذي على يمينك..تذهب لإحدهم فتسأله فيخبرك أنك في المكان الخطأ ويجب عليك العودة فتعود على خطأه ولا تكمل على خطأك!!
المدينة ربما تكون صعبة للبعض من حيث المواصلات..لكنها إن قورنت بأماكن أخرى ستكون الأفضل بالتأكيد، تعودت على إن كنت تائه في مكان أذهب لأقرب طريق وأركب لأقرب موقف إن لم تكن هناك مواصلة لطريقي فبالتأكيد سأجد الأقرب أفضل من أن أتوه أكثر وأتوغل أكثر وأكثر باعداً عن الطرق وذاهب إلى اللامكان.
مشكلة السؤال ستجدها في طريق..أو في مؤسسة، خاصة هذه المؤسسات الحكومية التي تشبه المتاهات..تسأل عن مكتب فلان فيقول لك أذهب للدور الثاني ومنه للثالث هكذا سؤال في كل دور وفي كل مكتب..وربما تجد أن من تبحث عنه كان أول شخص تسأله في الأساس...
أشعر أن الناس تستلذ بضياعك، نعم أفلام المتاهات ربما تعجبنا لأننا نشاهدها، لكن هؤلاء سيمضوا في حال سبيلهم فلما!! هل سيذهب مثلاً لزوجته وعلى وجهه إبتسامة الجوكر ويخبرها أنه نجح في ضياع أثنين ومقتل ثالث!!
تباً لهؤلاء عموماً..وأتمنى أن لا أكون واحداً منهم بقصد أو بدونه..أتمنى أن لا تكون واحداً منهم أنت أيضاً حتى لا يخرج عليك أحدهم يوماً مشهراً سكينه وهو يجري صارخاً في وجهك: تباً لك..ولإجابتك
ناهياً حياتك ومقالي