يوميات إنسان من العصر الحجري (5): دورات المياه

يوميات إنسان من العصر الحجري (5): دورات المياه

 

يوجد دورتين مياه في كل منطقة، دورة مياه أساسية متواجدة في مخطط البناء، ودورة مياه محمولة تم ارفاقها مع الحجر، الأولى وهى الأفضل من حيث الشكل العام لكن بها مشكلة فتحات التهوية السفلية، والثانية وهى الأفضل من حيث الحرية -التحتية- لعدم وجود فتحات تهوية واعتمادها على الشفاطات بالجدار، وهنا سنجد العديد من المشاكل:

  • الفتحات السفلية هى كفيلة لعدم دخولك المكان رغم كل ما يمتاز به من نظافة، فهناك حرب قائمة على كلا الطرفين وانت منحصر ومحصور بينهما، ففي الغالب سيكون من بيسارك في وضعية الاستحمام وكذلك من على اليمين، ويبدو أنهم في حالة حرب دائمة لا تنتهي، فعادة ما تصبح في بحر من المياه التي تأتيك من تلك الفتحات وربما تأتيك من الأعلى أيضاً كخدعة حربية في حالة قررت رفع قدميك عن الأرض أو التفكير ولو لمرة واحدة في تلبية نداء الطبيعة.
  • لا يوجد وقت محدد للاستحمام حتى تستطيع الإفلات من تلك الحروب البارليفية. قد تذهب في السادسة صباحاً ولا تجد مكان واحد فارغ بل ستجد طوابير انتظار في كلا المكانين وإن كنت مصاب بأحد الامراض الباطنية عليك الدخول في دورات مياه المتر في متر. لا وقت محدد لنهاية احدهم هنا، فقد تنتظر ساعة ولم يخرج بعد، فعادة تجد من يغتسلون ويغسلون ملابسهم في نفس الوقت وبما أنه في مكان بدون عمل فسيقضي نصف يومه بالداخل، ولا يوجد ثقافة الاستعجال عند غالبية الجنسيات هنا، فلن تجد أحدهم يطرق الباب على أحدهم يوماً، فقط سيفعلونها معك أنت!!
  • من أكثر الأشخاص الذين يستحقون الشكر في ذلك المكان هم عاملي النظافة، فلديهم ثلاثة أوقات تقريباً للنظافة إلى جانب تواجدهم الدائم بالقرب أو داخل دورات المياه للتنظيف الدوري. ولكن رغم ذلك؛ لا تكف بعض الجنسيات وأؤكد هنا على -بعض- عن إلقاء مخلفاتهم بالداخل والخارج من ماسكات وقفازات وفرش أسنان وماكينات حلاقة ومناديل بل وصل الأمر إلى ترك ملابسهم ومناشفهم المستملة من نفس المكان خلفهم عن عمد وليس نسيان وهو ما تحققت منه بنفسي مع أكثر من شخص.
  • وعلى ذكر بعض الجنسيات فستجد ما هو أسوء من ذلك بكثير من خلع وقطع للشطافات والدش والقواعد، إلى شرب السجائر داخل دورات المياه -هل تتخيل شخص على مشارف الموت بمرض رئوي يُصر على التدخين في مكان ممنوع التدخين به لأجله- والكثير مما يجعل دورات المياه هى اللعنة الوحيدة في ذلك المكان وليس الوباء.

حقوق الصورة: pexels