خمسة عشر عام من المس
قرابة خمسة عشر عام.. تلك الإجابة التي رددت بها على الطبيب عندما سألني عن بداية ظهور المشكلة التي ذهبت له من أجلها. طوال تلك السنوات كنت أعاني من شىء يدعى بالنخامة -ومازلت- سنوات من المعاناة لشىء تافه في نظر الآخرين لدرجة أن يصبح تافه بالتبعية بالنسبة لك، صاحب ذلك مشاكل كثيرة أكبرها هو ما يحدث أثناء النوم من استيقاظ مرعب وكأن روحي تخرج من جسدي كل يوم، هناك من أخبرني أنها كوابيس وكأني أجهل ماهية الكابوس، مهما أخبرتهم أني لا أرى أي شىء -قبيل استيقاظي- يجعلني أفزع منه، خاصة وأن المشكلة قد تحدث بعد دقائق وليس ساعات فقط من نومي. بل أن بعضهم تمادى في ذلك وزعم أني بي أذى من عين أو شيطان رجيم، وكأن كل صلاتي وكل تلك السور التي أسمعها حتى أنام ليس لها أي تأثير!!
عندما كنت أذهب لأي طبيب طوال تلك السنوات -وهنا لا ألوم أحد سواي- كان لا يستطيع تحديد المشكلة فالغالبية يمرون بما أمر به على حد زعمهم، مجرد سوائل تخرج من الفم كشىء عادي خلال اليوم.. أين المشكلة؟ المشكلة أن ذلك يؤثر علي نفسياً وجسدياً، تخيل أن تعيش عام كامل تستخدم المناديل -المحارم الورقية- مرة كل خمس دقائق؟ أنا أفعل أكثر من ذلك وتتخطى مرة واثنين أحياناً في الدقيقة طوال 15 عام وأكثر. تذهب المناديل حيث أذهب، لدرجة أنني قد أخرج بدون مال أو هاتف أو مفاتيح أو أي شىء قد تراه ضروري ولا أستطيع الخروج بدونها.
صدقاً طوال تلك الفترة لم أكن واثق أن ذلك الاختناق سيكون بسبب تلك المشكلة، خاصة أنني مررت على طبيب منذ عامين تقريباً ولم أذكر له شىء مثل ذلك، لكن عندما زاد الموضوع ودخلت في دوامة مرض بالجهاز التنفسي -له سلسلة محذوفة- بدأت أشك في الأمر بل تيقنت أن ذلك نتيجة لما أعاني منه، وبالفعل ذهبت لطبيب أنف وأذن، وسردت له شكوتي في البداية دون ذكر موضوع التنفس -حتى تأتي منه- واكتشفت بعد الأشعة وبعد كلام الطبيب أن التهابات الجيوب الأنفية هي السبب في انقطاع التنفس من خلال الأنف خاصة خلال النوم، مما يعني أنني أكون في حالة أشبه لشخص يتم خنقه ومنعه من تنفس الهواء.
ما زالت اتناول الدواء والذي لم الحظ نتيجته حتى الآن -قد تكون غير ملحوظة- بالنسبة للنخامة، ولكن هناك نتيجة ملحوظة جداً بالنسبة لعملية التنفس أثناء النوم خاصة وأنني لم أعد استيقظ ليلاً بسبب تلك المشكلة والحمد لله..
إرسال تعليق