الفرقة التي وراء المطرب وأمام المقرئ
أحياناً أحب الرجوع بآلة الزمن التي ولدنا بها قليلاً ، أفتش بها عن ما مضى ، فتأخذ بيدي إلى حاضري لنبش الماضي في صورته الإلكترونية ، أسمع تارة لمغني وتارة أخرى لمقرئ ، أشياء أخرى .. لكن هذا ما يهمني .
كان شئ ما هناك وقتها نفتقده الآن ، لكن ما لم نفتقده وذهب حيث ذهب ، هى هذه الفرقة التي كانت خلف المطرب أو أمام المقرئ .
أستمع لفيروز مثلاً أو أم كلثوم – هذه الأخيرة استثناء – لأجد الفرقة تردد الكوبليه – تقريباً اسمه هكذا – بدلاً منها، بطريقة أشبه لي بحلقة الموت أو مصاصي الدماء، الذين يحيطون بأحدهم في فيلم ما ، طبول حرب تدق عقب انتهاء القائد من تحميسه .
على الجانب الآخر ، استمع تسجيل خارجي لعبد الباسط عبد الصمد أو أي مقرئ قديم ، لأجد أشخاص يقاطعون الآيات والتلاوة – أو التجويد – بصياح وصيحات ، على حسب ما فهمت أنهم يعتبرون ذلك تدبر وخشوع ، لا أعلم ما علاقة الأول بالأخير ، ولا أريد الدخول من الناحية الدينية هنا .
منذ قليل سمعت صوت لفيديو قريب ، تقريباً تم تسجيله من مأتم ، أحدهم قاطع المقرئ بكلمة “اللاااااااع” قلت أكيد أكيد سمعتها خطأ حتى كررها أكثر من مرة وضحك مشغل الفيديو دون قصد ، ثم صياح آخر “الله يرحمك يا ست” !!!!!!
لا أعلم كيف يصح ذلك ، أو المغزى من ذلك ، أو مِن الذي يصيح ويعلو بصوته أمام أم كلثوم “الله عليكي يا ست” وكلمات شبيهة أمام مغني أو مطرب مثلاً !!!
كيف لتفاعل أن يصل بالمستمع لهذه الدرجة ؟ وكيف بهذا أن يكون تشجيع للطرف الأول ؟ والسؤال الأهم هل كانت هذه وظيفة في وقت ما ؟ مُحمس لتحميس الجمهور والمطرب أو المقرئ؟

إرسال تعليق