تملك وقت وفكرة وأداة للكتابة..إذاً ما الذي يمنعك عن الكتابة!!


شئ غريب يدعو للقلق، ما الذي يجعل شخص يريد التدوين أن لا يدون وفي رأسه الكثير من التدوينات، وتحت يده إما هاتف أو حاسوب أو حتى ورقة وقلم، ولديه متسع من الوقت!!
الا تضايقك كل هذه الأفكار التي تراودك قبل النوم، لا أقصد كل الناس بأفكارهم صراحة، أتحدث هنا عن المدونين..نعم البعض وصل بهم الحال للتفكير في التدوين بكل وقت حتى قبل النوم وربما يمنعهم من النوم..أرق تدويني (سجلوها بالقاموس)
إن كانت لا تضايقك فهى بالتأكيد تضايقني..أكتب أكتب أكتب تتكرر كثيراً وما شئ أشد علي من التكرار، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنتقلت من أكتب لفكرة بعنوان ومحتوى، هل تتخيل أن موضوع كهذا الذي أكتبه الآن يذهب عنوانه جيئة وذهابا في عقلك وهو يجر موضوع وراءه :D
كنت أظن أنها مشكلتي فقط..تباً أنا أتعس شخص في العالم، لديه وقت، ولديه فكرة، ولديه أكثر من أداة، ورغم ذلك لا يدون!!
فجأة أجد هذا يكرر نفس الكلام، وهذا يتحدث عن نفس المشكلة، وهذا على وشك الوقوع في مرض نفسي بسببها، إذاً هذه مشكلة جماعية وليست مشكلتي فقط...ربما تكون أنت يا من تقرأ هذه السطور تتطأطئ رأسك بالموافقة..قد تكون مشكلتك أو لنكون صادقين: مشكلتنا.
إذاً ما الأسباب التي تمنعنا عن التدوين رغم كل ماتوفر لدينا!!
أنا لست خبير لذا شاركني التفكير لمعرفة السبب..وإن عرف السبب بطل العجب (كما يقول المثل)
هذا ما كنت أفكر فيه وناقشت بعضه مؤخراً مع أسامه الدمراني:
1-إرتباط بعض المواضيع بالخصوصية.
2-خجلنا من كتابة بعض المواضيع التي تدور في رأسنا.
3-مشكلة اللامبالاة: "من سيتهم بما أكتبه"، أو "أنا لا يهمني أحد فأنا أكتب لنفسي"
4-مشكلة كتب سابقاً: قد نظن أن الأشخاص على دراية بالموضوع، فلما سنكتبه!! أو أن أحدنا كتبه مسبقاً فلما سنكتبه، سأخبرك لاحقا.
5-لا أهمية لما أكتبه فهو شئ تافه..هكذا تتكرر في رأسك، تحاول إخراج شئ يتكرر في رأسك فتخرج لك هذه الجملة.
6-الكسل...يجب أن تعترف "أنا شخص كسول". ليست محاضرة تنمية بشرية لكنك كسول بالفعل.
7-وجود مشتتات أثناء الكتابة، أي شئ سواء كانت شبكات إجتماعية أو مواقع أو لعبة..نعم لديك وقت عندما تكون هذه الأشياء ليست ذات أهمية قصوى تمنعك من التدوين مثلاً.
8-عدم وجود حوافز مادية أو معنوية.
9-لا يوجد تسعة أريد فقط إكمالهم عشرة.
10-النقطة السابقة..نعم قصدتها، قد تفكر "الموضوع قصير جداً لما سأكتبه دعنا منه" لن يدعك هو وستفكر به حتى تكتبه، أو على العكس "الموضوع طويل ولن أستطيع كتابته" أكتب ولا تفكر في ذلك.

• هذه بعض الأسباب التي أراها تمنعنا عن التدوين، بالتأكيد لك أسباب الخاصة، حاول التعرف عليها وستحل مشكلتكك.

كيف نواجه هذه المشكلة ونعالجها!!
1-أول شئ يجب أن تفعله..أمسك القلم وأكتب، ضع يدك على الكيبورد وأكتب..أي طريقة المهم أن تبدأ، أكتب أول كلمة وستجد الثانية تتبعها والثالثة وستنهي المقال، سأحضر لك مفاجأة في آخر المقال بخصوص ذلك.
2-إبتعد عن المشتات، ضع أمامك فقط ما ستحتاجه للكتابة، صدقني لن تحتاج فيس بوك ولا تويتر ولا بنتريست ولا هذا الموقع ولا ذاك ولا هذه اللعبة..إلخ إلا إن كنت تحتاجهم كمصادر -وأشك في ذلك- لن تتأخر عليهم، كلها ربع ساعة وستنهي مقالك بالكثير ساعة.
3-لا تمنع فكرتك من الخروج من رأسك، إن عادت ستبقى مشكلتك تؤرقك أثناء نومك..لا تقلق ستأتي أخرى :D
4-جد حافز مادي كان أو معنوي: أستغرب صراحة عندما أجد شخص يقول "لا أستطيع الكتابة..ليس لدي ما أكتبه..أحاول لكن لا أعرف" وفي نفس الوقت يعرض خدمته لكتابة مقالات على هذا الموقع، ويرسل طلب كتابة في هذا الموقع..إلخ
لما لا تجد لنفسك حافزاً إذاً؟
هل تتشجع وتكتب عندما يقول لك أحدهم أن موضوعك جميل!! قلها لنفسك إذاً..ليس غروراً لكن مادام هذا ما يجعلك تكتب فجد طريقه شبيهه له، إعرض مثلاً تدوينتك على صديق "يحبك" وخذ رأيه بها، إفرح من عرضه للسلبيات فربما سيقولها لك شخص ولا يقولها الآخرين مما يؤدي لإن ينفروا منك جميعاً مادمت لا تعدلها..
هل تتشجع وتكتب عندما تأخذ المال أو الهدايا...لا هذه صعبة قليلاً فسيصبح الأمر مضحك إن أرسلت لنفسك المال في حوالة أو جعلت خمسات تخصم منك دولار لإجل إهداء نفسك الأربعة الباقية :D
أنا أكافئ نفسي بأن لا أفعل ما أريد فعله إلا بعد أن أنهي ما بيدي وأريد إنهاءه، سواء كان مشروب أو شئ ترفيهي أو حتى شئ مهم..جد طريقة تكافئ بها نفسك لتكتب.
5-بالنسبة للمواضيع الخصوصية التي تخشى منها لكن في نفس الوقت تريد كتابتها..حلها أن لا تكتب بإسمك أو تكتب وتحذف، نعم قصتك قد تشبه قصته قد تشبه قصة الآخرين، إن كنت تخشى من إسمك فلتكتب بغيره -هذا في حال كانت تدوينات كثيرة- أو يمكنك الكتابة والحذف سواء بعد الكتابة لتستريح منها بداخلك..أو حين يحين الأمر، فكر في الأمر قليلاً.
6-لا أحد سيلومك على موضوع قصير، وإن فعل فلا شئ له عندك مادمت لا تكتبها مقابل أجر، نعم ربما لا يعقل أن تكتب سطر واحد وتحسبها موضوع على نفسك..لكن جد لها مكانها المناسب (تويتر كمثال) أو يمكنك إستخراج موضوع آخر منها..لكن في الأول والأخير لا أحد يلومك.
7-نحن لسنا في إمتحان متعدد الإجابات حتى تقول "لن أكتب ذلك لإن غيري كتبها، لإن غيري يعرفها، لإن.." ما يعرفه هذا لا يعرفه هؤلاء والعكس..وكما قلت في تعليق سابق قد يأتي شخص ليكتب عن موضوع يخص بلده، فيخيل إليه في نفس اللحظة أن كل من سيقرأ من بلده وبالتأكيد الجميع يعرف ما يقوله ولا حاجة لهم فيه..لذا لن يكتبه!!
لا ياعزيزي الإنترنت بحر واسع جعلنا في زمن العولمة وما يعرفه أهل بلدك لا يعرفه آخرون، ستكتب مقال عن حرفة يدوية وجميع من ببلدك يعرفوها؟ أكتبها هناك الملايين لا يعرفونها وربما يبحثون عنها أو أول مره يسمعوا عنها منك، بالإضافة لإن أسلوبك سيختلف عن أسلوب الآخرين إن قاموا بكتابة موضوع تريد الكتابة به..وماالمانع إن تشابه الأسلوب هل ستكتب كل حرف كما يكتبه -لا يعقل هذا- وإن حدث فيوماً ما سيختفي واحد ويبقى الآخر لأجيال أخرى :D
8-إن كنت تشعر بالضيق أو الكسل..إلخ، يونس بن عمارة من ضمن إقتراحاته في تعليق سابق له:
للذين يشعرون بالضجر . استعمال برامج الكتابة عبر الصوت. ( لم أجربها لأنني انسان متعلق بالنص بشكل كبير لكن هي تكنولوجيا مهمة جدا فعلا). أو الاملاء . كولن ولسون أملى نصف كتابه الناجح جدا 'اللامتنمي ' بعدما ضغطه الناشر في الانتهاء منه. على كل يجب ان يتمتع المملى عليه بسرعة كتابة لا بأس بها واما التسجيل عبر الهاتف وتفريغه عبر الاصدقاء او بشكل مدفوع .
9-جد الأسباب وستحل مشكلتك كما فعلت أنا..أنظر لكل سطر في الأسباب ستجدني تحدثت عنه في الحلول..وبالتأكيد هذا هو الرقم تسعة الذي لم أكتبه ولن أكتبه.
10-وختاماً نصيحة أو على حسب قوله "قانون" يقدمه هادي الأحمدي كهدية لك:
، لا تفكر فيما تكتبه مرتين لانه حتما في المرة الثانية سيبدو غبياً، لذا اقوم بكتابة الموضوع مباشرة في الموقع ونشره مباشرة...
 وانت ماذا عن أسبابك؟

(ملحوظه: هذه أحد التدوينات التي كانت تراودني دوماً، خاصة أنها تشمل الباقي..تفكر في تدوينه عن التدوينات الباقية التي تفكر فيها) :D لم أفعل شئ سوى أن كتبت (شئ غريب...) ثم أكملت!!
أياً كانت تعجبك أم لا (سأكون سعيد بطرح رأيك وأسبابه) فهى أراحتني من حمل التفكير بها.
يمكنك مناقشتي هنا أو في حسوب I/O
دمتم مدونين