كيف بإستطاعتك العودة للماضي؟



هل فكرت يوماً العودة للماضي؟ بالتأكيد فكرت مرة وإثنين..ربما تفكر كل يوم، لكن هل جربت ذلك حقاً!! هناك أشياء تمنعك أليس كذلك؟ الأمر مستحيل بالنسبة لك..لكنه ليس مستحيل بالنسبة لي، فأنا دائماً أعود للماضي بطرق عدة، ربما أصدمك أني أعود الآن وأنت تقرأ في تجربة أشبه إلى البث المباشر...
ما الذي يدعوك للتفكير في العودة إلى الماضي عن طريق تلسكوب فضائي ضخم لم يصنعوه بعد، وفي حال صنعوه لن يكون في مقدورك شراءه أو تخصيصه لرؤية ماضيك، ربما سيكون كجوجل إيرث -إن حدث- ويتم توفيره للعامة..لكن هذا في أحلامك أو في حياة أحفادك، وقتها فقط ستتمنى أن لا يحدث ذلك حتى لا يشاهدوا جدهم وماضيه السئ..
إذاً هذا أقرب شئ علمي إليك قد يتم تصديقه وتطبيقه -رغم أن السفر للمستقبل سيعد فكرة مقبولة عن ذلك- ومادمت أنت مقتنع بذلك، فبالتأكيد أنت تعرف أنك لن تستطيع تغيير شئ بمرآة وتلسكوب فضائي..وكأنك كنت تسجل فيديوهات لحياتك منذ ثلاثون سنة، ولتشاهدها عليك أن تضيع ما تبقى من عمرك. أنت لست أكثر إفادة من حياة ديناصور مات منذ آلاف السنوات لتلسكوب كهذا، لذا دعك من هذه الفكرة حتى يحين أجلها، فأنا متأكد أنك ستفضل رؤية "أركيوبتركس" على رؤية ماضيك..إن حدث ذلك.

كيف أعود للماضي؟
لي طريقة ربما تعجبك وربما لا، فإن لم تعجبك فأبحث عن طريقتك، لأني لن أنتظر معك وأنا ألوم العالم انهم لن يصنعوا آلة زمن برغم كل هذه التطورات..لم أفعل ذلك ولن أفعل (فلتصنع أنت آلة زمن.. إن إستطعت "لنا").
طريقتي كما قلت لك سابقاً أنت تشاهدها في بث مباشر، وهى التدوين..صدمتك اليس كذلك؟ لن تكون أكثر من صدمتك عندما تشاهد آلة زمن تصنع أمامك ولا تستطيع بها تغيير الماضي..( ماضيك!! )
فلتسأل نفسك لماذا تريد العودة للماضي..ولتكن صادقاً مع نفسك؟ لتغيير سلبياته أليس كذلك!! أنا أحاول أن أفعل ذلك، هل تفضل أن تعيش في ماضيك لأن الحاضر سئ؟ أنا أفعل ذلك أحياناً، كل هذا بالتدوين أيضاً أو لنكون واضحين أكثر "بالكتابة..بالتأليف"..إلخ ، لا أعطيك محاضرة تنمية بشرية هنا..أنا فقط أريدك أن تكون واقعي أكثر من كلامي هذا.
أنا أرجع للماضي بالكتابة، لأغير حاضر أحدهم الآن سيتحول لماضي فيما بعد، فبدلاً من أن يندم عليه كما تندم أنت..عليه أخذ العبرة من التجارب الماضية للآخرين، أحاول أن أفعلها في الواقع بقدر ما أستطيع مع أشخاص أصغر مني، فإن كنت فاشل في التعليم..لا داعي من الخجل لإن أذكر تجربتي وما أدى بي للفشل سواء كنت سبباً به أو كان الآخرين سبباً به أو الكل سبب في ذلك، ليحاول من يقرأها أن يتجنبها في حاضره، كنت أتمنى أن تكون هناك تجارب مشابهة لتجربتي..شخص يحكي عن ماضيه، يرجعنا إليه لنتخيل أنفسنا مكانه ونتجنب كل ما مر به في في حاضرنا.

للخلف در
ماذا لو عاد بك الزمن؟ ماذا ستفعل تحديداً وما الذي ستحاول تغييره؟ دعني أشجعك..وأبدأ بنفسي، سأفعل هذه الأشياء (لنعد للماضي بشكل تنازلي من وقتنا الحاضر)
• قبل عام: سأتقرب إلى مريضة نفسية..أحاول منافقتها ومعرفة نقاط ضعفها -غير مرضها النفسي- لإستخدمه لصالحي، سأوافق على أن أكون ذراعها الأيمن، سأوضح لها أن كل الرجال ليسوا على نفس الشاكلة، وأننا لا ذنب لنا في كل ما حدث له، وكل عام ونتخرج فنحن مجرد طلبة وإن كان بعضنا يكبرها بعام. لإتجنب خيانتها لي ولزملائي وغدرها بنا في محاولة أن تجعل منا راسبون لصالحها (وهو ما حاولت فعله..وأنقذنا الله منه بمصيبة أصغر من ذلك). قبل عام أيضاً سأنتبه لنفسي قليلاً على حساب ما كنت أقدمه لزملائي من وقتي (لا بأس بالمساعدة لكن ليست بإهلاكنا) لن أذاكر من التابلت فالورق كان أفضل، سأحاول أن ألتقط الكثير من الصور مع دكتور لا أحبه حتى يمل مني ويحفظ وجهي وإسمي حتى لا يفعل فعلته ويرى ورقتي كأي ورقة يصحهها دون النظر إليها.
• قبل عامين: علي الإسراع في العمل بمبدأ اللامبالاة، فإستخدامه قبل المرض أفضل من إستخدامه بعده..وربما يقيني منه.
• قبل 3 أعوام: لا داعي لمواجهة إمرأة غبية ومتعجرفة في يدها سلطة..لا داعي لإستغباءها فكشفي لغباءها سأعاقب عليه طوال ثلاث سنوات بعد المواجهات..إما الصمت من البداية أو المنافقة، لكن في كل الحالات على الإستمرار في ألا أكون مذلول لأحدهم.
• قبل 4 أعوام: علي بالتعرف على الدكاترة ومنافقتهم..يجب أن يرن إسمي في عقلهم ويحفظوه، أقبل عرض "المقرر" أتقرب لدرجة يظن من يرانا أصدقاء، ففي ذلك خير أجهله..وراحة لعبئ ثقيل، وقتها فقط بإستطاعتي التعلم والترفيه والعمل ، ولا داعي للضغط على نفسي لمحاولة إثبات نجاحي في مكان يصر على فشلي..فالطريقة السابقة ستنوب عن ذلك وأكثر.
• قبل 6 أعوام: يوم واحد في المذاكرة سيؤدي لدخولي لمكان أسوء مما أنا فيه، لذا لن أتعب نفسي في المذاكرة..لم يعد هناك فرق في حصولي على 50% أو 60% كلهم سيؤدوا لنفس المكان تعبت أو إن لم أتعب..وكلما زادت نسبة النجاح سأذهب إلى مكان أسوء، لن أستفيد منه شئ لا تعليمياً ولا حياتياً وسيكون الضغط أكثر ولن أخرج بأي شئ..الكليات التي ستقبلني حتى 90% كلها دون إسثناء سيئة..مازلنا نعمل على جمع الدرجات بين عامين، لذا العبرة في درجة عامي السابق، لنرجع بسرعة.
• قبل 6 أعوام: جرائد الإمتحانات للمراجعة النهائية وليست للعب السودوكو..فكذا ألعب في عداد عمري، على والدي الكشف المبكر فالعملية التي سيجريها ستوافق أيام إمتحانات مع وحدة منزلية ستساهم في فشلي، علي أن أضع في عقلي أن السنة القادمة لا فائدة منها إن لم أحصل على أعلى درجة هذا العام..هذه السنة وما قبلها ستسبب لي مشاكل تعليمية وحياتية أنا في غنى عنها.
• قبل 7 أعوام: على أن لا أكون مراهق غبي، لا داعي للتفكير في دخول القسم الأدبي هو ليس لي بتاتاً، أكتشافي لاحقاً أني أحب العلوم أكثر سيساهم في فشلي، علي بمنافقة الأساتذة، يجب أن لا أواجه شخص غبي في يده سلطة، هناك مشاكل قديمة من قبل وجودي في ذلك المكان وأسمي كفيل بأن يخرجها لنور الظلام..لا داعي لمواجهة أي مدرس وإستغباءه..أحصل على درجاتك منه وبعدها إن أردت قتله حتى فلتفعلها المهم ان تحصل على درجاتك..السنة الأولى في المرحلة الثانوية أهم من السنة الثالثة وإن لم تحسب درجاتها، علي تقوية نفسي في الإنجليزية من الآن وإن كان ذلك على حساب أي شئ آخر، الإنجليزية مهمة هذا العام. لا داعي للعمل في هذا العام بالتحديد، فلن أتقاضى عليه المال بكل رضا، وسيضيع دروسي، وسأخسر ما هدفي..ولن أرضي نفس ولا غيري بسببه.
• قبل 8 أعوام: درجتي يجب أن تكون مرتفعة أكثر من اللازم -كل الدرجات ستؤدي بي لنتيجة واحدة لكني أحتاجها- التحصيل هنا يعني الذكاء، المدرسين لا يتعاملون بالحاضر بل بالماضي وما قمت بتحصيله به، إما أن تكون إبناً لمدرس آخر أو تكون من الأوائل في النصف الأخير..لا يهم أي شئ قبلها، يجب أن أفكر في طريقة أخرى لأجعلهم يحترموني غير مواجهتهم..النفاق جيد أليس كذلك، لن أقتل أحداً منهم هذه مجرد أفكار مراهق.
• قبل 9 أعوام: عي إن أبقى في قائمة الأوائل الأعوام القادمة، حتى ولو كنت العاشر، لا داعي للذاهب للمدرسة في العاشرة صباحاً ، الساعة الحادية عشر أفضل. يجب أن أذاكر جيداً من المنزل توجد مواقع إنترنت لذلك، منهج اليوم ربما يكون تافه بالنسبة لي غداً ، توجد أشياء أفضل من ياهو ربما يموت غداً ولن أستفيدت منه شئ غير سرعة الكتابة، علي تعلم شئ..البرمجة جيدة ربما أصبح مطور تطبيقات مستقبلياً، علي أن أحسن من لغتي.
• قبل 10 أعوام: يجب الذهاب للأطباء ماهو غير مهم اليوم لا علاج له غداً وربما يصبح متلازمة، علي أن أنتقل لفصل زملائي الذي تعلمت معهم في نفس المكان طوال 6 سنوات في المرحلة السابقة، لا يجب أن أتركهم..علي الموافقة على نقلي بجوارهم، المدرس الذي لا أريد الإنتقال بسببه لا يهمه أمري وإن أبدى ذلك..لذا علي الإنتقال، لا أعلم ما يحدث غداً، يجب أن أعجل بتوقفي عن الألعاب، تعلم شئ في الحاسوب أفضل من أي شئ أفضل من الجنيهين..أفضل مما أتحصل عليه مقابل اللعب. لا داعي للدخول لمسابقات مدرسية، ربما تسرق رسوماتي وربما أكافئ بقلم على قصة كتبها بثلاثة أقلام..هذا إحباط وليس تشجيع، علي ألا أتوقف وأشجع نفسي بطرق أفضل.
• قبل 11 عام: علي المحاولة أكثر لبقاء الجهاز في منزلنا أو شراء آخر، ربما يكون عكس ما يقال لي "سبب للفشل" بل سيساعدني عى النجاح، ربما لن يعود مجدداً، ربما أحتاجه أكثر الأيام القادمة، إن أستفدت منه اليوم ربما أكون شئ غداً، سني كفيل لأن أتعلم أكثر عليه. بالنسبة لزملائي يجب أن أستمتع أكثر معهم..مدرسة جديدة ونحن أول طلاب بها وأكبرهم سنة واحدة يجب أن نفعل بها كل شئ نحبه، الطفولة جيدة، ربما لا أرى هؤلاء مجدداً، ربما لن أسمع عنهم خبر لسنوات حتى أنساهم، ربما يكونوا الأفضل في حياتي.
• قبل 12 عام: لا داعي للتمسك بهذه المباني، أنا أعلم أنها سيئة..ربما أذهب للأفضل منها غداً.
• قبل 13 عام: جيدة مادة العلوم والدراسات أنا أحبهم كثيراً..يجب أن أكون الأفضل بهم طوال الأعوام القادمة.
• قبل 14 عام: يجب أن أحكي كل شئ، الضرب ليس وسيلة للتعليم..ربما يستمروا في ذلك إن لم أتحدث كما فعلوا.
• قبل 18 عام: شئ سئ أن يكون هناك أقارب لي في هذا المكان، سأحاول أن أخفي صلة قرابتي بهم وأبلغهم أن يفعلوا ذلك، لكن يجب إيجاد طريقة..!!
• قبل 19 عام: هذه الأفضل..يجب أن أشكرها.
• قبل 24 عام: ما الذي يدعوني للنزول في هذا المكان..بدلاً من النزول في إحدى دول أوروبا أو أمريكا أو حتى آسيا..لماذا؟ أم ماذا؟ لا بناتها جيدها هذا إن كانوا بناتها..أي حياة هذه؟