2016: اللاعدد، واللاشئ، والكسل



الجميع يحاول أن يجعل من هذا العام شئ، من يكتب عنه أنه جيد، ومن يلعنه بحروفه.. من يشارك لائحته لأي شئ قام بها في هذا العام -حتى وإن كانت من العام السابق- فيوهم نفسه أنها لهذا العام.. هناك على الجانب الآخر شخص يندم على أنه لم ينفذ خطته لهذا العام وهو أساسا لم يضع خطة، كُلاً يغني على هواه، المتفائل - لا أريد وضع وصف غير ذلك قد يهين فئة محددة - يرى العام جيد ويشبه الربيع والسماء مليئة بقوس قزح، ربما يفعل هذا ليشعر بلذة إنتهاء العام، والمُتشائم لا ينهي تشاؤمه عند آخر أيام العام، بل يحضر لحفلة تشاؤمية في بداية العام الجديد.

المشكلة أن العام السابق مر بجوارنا وكأنه الأمس.. السنوات بعد إنقضائها وتخيلها تحسب كأيام، هذه الأيام مرت ومازالت تمر فقط نتذاكر أولى ساعتها ونتحاكى ونتباكى فيما تبقى منها، كل عام يتكرر نفس الموقف ونطن بإنه عام فريد عمَ مر قبله وما سيأتي بعده، وهى مجرد أيام لا تتغير، فقط الأحداث هى ما تتغير.. وليس الأعوام.

مجرد عدد!!

الحقيقة أن عدد المسرحيات عدد الأفلام عدد المسلسلات عدد أي شئ سينمائي تتابعه وعدد كل كتاب قرأته وعدد كل دورة حضرتها وعدد كل مقال كتبته وعدد و.. إلخ هو في الأول والأخير "عدد".. تستطيع تحقيقه وأستطيع تحقيقه ويستطيع كل شخص تحقيقه لإنه "عدد" وإن قل أو كثر، الجميع يحقق "عدد" بطرق مختلفة ومسميات مختلفة، لكن المهم ما الهدف من هذا العدد؟ وما النتائج المترتبة عليه؟ سواء الآن أو نهاية العام (نعم الآن هو نهاية العام تقريبا) هذا هو المهم قبل أي شئ.

لنتحدث بشكل شخصي

يقال أني مخطط، لكني في الحقيقة كسول..إعتبره عام الكسل (إن كنت تحب المسميات)، ورغم ذلك أعمل تحت الضغط، أنظر مثلا:

حصيلتي من التدوين:

أعشق التدوين لكني لا أدون، لأن عادة ما يُكتب شئ تافهة، لكن إن كتبت سأحذف ما كتبته.. وإن نشرت تذهب للمسودة أو للعامة فإن ذهبت للعامة لا أعيد قرائتها، قإن قرأت ندمت على كل هذه الأخطاء التي إرتكبتها وارتكبتها لوحة المفاتيح.. لذا لن أكتب، إلا إن مللت.. تضايقت.. فرحت.. إشتاقت يدي لملاسمة المفاتيح.. إلخ أسباب غريبة وأتفه من التدوينة نفسها، وحصيلة العام؟ لا شئ أذكره كتبته، فأنا حقا أذكر كل ما لم أكتبه.. أو كل ما نويت أن أكتبه ولم أفعل، ففي رأسي مدونة مليئة بتدوينات تعبت في كتابتها وحزنت بعدها أني نسيت أن أضع يدي على لوحة مفاتيح أو قلم وأنا أفعلها!! هذه حصيلتي لهذا العام من التدوينات، اللاشئ واللاعدد أذكره.

حصيلتي من الكتب:

أما بالنسبة لحصيلتي من القراءة أو لنُنصف أنفسنا ونقول الكتب.. فحدث ولا حرج، مادمت تحب الأعوام، العام السابق كنت أقرأ في المواصلات وبعض الأماكن غير المخصصة للقراءة، أما هذا العا.. تباً أنا لا أذكر متى بدأ هذا العام؟ يشبه الواحد وعشرون من عمرك.. يمر مرور الكرام، أو أضل فلا تراه. الإمتحانات فعلت ذلك؟ العام كله مر وأنا مُنتظر الإمتحانات؟ لا أعتقد ذلك.. كل ما أعرفه أنني كلما فتحت كتاب لا أكمله رغم أني أنتقيه من بين آلاف الكنب.. ويعجبني وأعجبه لكننا لا نكمل المشوار.

السئ إنهاءك لكتاب من 600 صفحة في يومين وأنت تسهر عليه في العام السابق ولا تقرأ 6 كتب مجموعهم نفس العدد في هذا العام. الإنترنت فظيع يا رجل، هو من فعل ذلك ( يمكنني أن ألقي اللوم على أي شئ صراحة.. ولن أنتهي، لذا أعود مرة أخرى وأقول هذا كسل.. وأخشى أن أكون القيت اللوم عليه هو الآخر)..

حصيلتي من الملخصات:

ملخصات للكتب التي قرأتها؟ صدمة هذا العام لكل عام، طوال 4 سنوات وأكثر أعد التلخيصات فهى عشقي، وكتاب الثلاثمائة صفحة ما هو إلا ورقة في جيبي.. فجأة أنهيت الدراسة، وأشتقت للهروين -التلخيص- فما العمل؟ لا عمل لنقرأ ومن ثم نحصل عليه بعد القراءة. أفتح كتاب أتصفح أولى صقحاته.. ليست غريبة علي أتذكر أني فتحته من قبل، أفتح الثاني لا هذا بالتأكيد قرأته ومتأكد من الثالث.. تباً متى قرأت هذه الكتب؟ ديجافو!! لا حقا الأمر واقعي، هنا كتبت ملاحظة توقفت عند الصفحة الفلانية وأنهيت كتاب هنا ورواية هناك... لكن أين هى، حذفتها، حذفت كل هذه الملاحظات.. كانت دورية في الأساس وليست لكل الكتب، لم أضع حتى ما قرأته في ملف جديد.. فعلتها مع الأفلام، لم أضيف كالعام السابق على الفيس.. فعلتها فقط مع الأفلام، تبا!! لكن لماذا لم ألخص كل ما قرأته بدلا من كل هذه الحيرة؟

دعنا من الماضي.. سأيدأ من جديد وألخص كل ما سأقرأه، لكني لم أقرأ.. لذا لا حصيلة هذا العام لقراءة ولا لتلخيص، (قدم لي مال وأنا أرجع للتلخيص)، لم أظن أني سأعود له بهذه الطريقة، فقد رفضته كعمل من قبل وكدت أهلك بسببه.. لكن حقا فعلتها، أول خدمة بعتها كانت تلخيص، أكثر خدمة بعتها كانت التلخيص، أكبر خدمة أبيعها هى التلخيص.!! قبل هذا رجعت للتلخيص من الصفر بتلخيص منهج لطفلة، ما دمت أشتاق للعودة لكل كتاب قرأته -منذ صغري- لكتابة تلخيص له.. ها قد فعلتها بشكل آخر. اليك الصدمة: قلت لنفسي "لن أنهي كتاب هذا العام بشكل خاص لألخصه..العام القادم بداية على ورقة بيضاء أفضل، ولأفتخر بأنني لم أنجز اللاعدد، وليكون العدد بداية عام جديد."

حصيلتي من الأفلام

هذا العام جاءت علي فترة كنت أشاهد فيلم تلو الآخر، لا مسلسلات لا أفلام عربية (بإستثناء فيلم واحد) لا أي شئ آخر سوى الأفلام الأجنبية..حتى الوثائقيات لم أتابعها في هذا العامم بالنسبة التي كنت أتابعها بها سابقاً..فقط بعض حلقات من هنا وهناك وليست متابعة دورية إلى على الجهاز اللوحي..في البداية التهمت كل ما جاء أمامي حتى وقت الإمتحانات والتي من المفترض أن أنشغل بها عن الأفلام (كما أوقعت اللوم سابقاً عليها) لكن حدث العكس كالعادة، وبعد إنتهائي من أفلام هذا العام -المتوفرة لدي- أغرمت بأفلام 2008 لا أعلم كيف لهذا الإبداع أن يظهر في هذا العام بالتحديد..المهم كنت قد بدأت في التفكير في كتابة مراجعات لِما أشاهده، أو بمعنى آخر حرق أحداث بطريقة كنت دائماً أبحث عن أحدهم يكتب بها ولم أجد، لست من النوع الذي سيقول لك "أرجوك لا تحرق الأحداث حتى أستمتع بالمشاهدة" بالعكس ما دام حرقك لا يحتوي على أدخنة فسأستمتع بلون اللهيب. أما تدخل لي من ناحية التشويق بذكر أشياء وعدم ذكر الأخرى لأشاهد الفيلم..فأجده أسوء مما تشكر به وقتها لن تكون صورتك جيدة في نظري كجودة فيلم مسروق بأول إيامه.
بدأت ولما بدأت توقفت ليس عن الكتابة وحدها، بل عن مشاهدة الأفلام نفسها، أنا في الأساس لا أشاهد الفيلم أكثر من مرة إلا نادراً وبهذه الطريقة أشاهده مرتين وهو "عدد" كبير بالنسبة لي، إنتقل المرض التدويني للمراجعات التي كانت في مهدها..أكتب أحذف..أكتب أحذف، وهكذا..و....

لا شئ

دعنا ننهي..لا أريد أن أكمل شئ في نهاية هذا العام، دعه يمر..الأشياء التي أذكرها وهذه الكنوز التي من المفترض أن أتحدث عنها في نهاية العام، ما هى إلا أشياء تافهة ما دامت عدد..ومادمت لم أتحصل منها على نتيجة لأكتبها بدلاً من كتابة عدد..أو ليست تافهة حتى لا يغضب البعض (رغم أنني أتحدث عن الأمر من جهتي ولهذا العام دون غيره)، لنقل أن هناك أشياء أهم كان علي أن أذكرها، كان علي أن أتحدث عن تخرجي وعن مرحلتي الجامعية..لكني في الحقيقة فعلت ومازالت في المسودة، كان من الأفضل أن أكتب عن مشروعين فشلوا مع وضع الخطة لكنني فعلت أيضاً في المسودة، ال100$ الأولى وخطة الشهر..لا لم أذكرها بعد ولم أرد ذكرها إلا بعد أن أستلم المال حتى لا تدخل تحت المسودة، أشياء كثيرة وأهم أكثر كنت أريد أن أذكرها لكنني أشك في أنها ستدخل تحت وسادة المسودة..دعه يمر وينصرف، فل نقل لا شئ أذكره الآن.

عامكم سعيد إن كان لكم عام في الأساس، لكن أتمنى لكم بداية موفقة في عام جديد
تنويه أخير: قد يبدو لك الموضوع تشاؤمي ويعارض ما ذكرته بالأعلى، هو حقاً ليس كذلك أنا فقط حاولت أن أقول أن لا شئ ولا عدد