ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث - الباب الأول (أصول النقد الأدبي)

 

ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث

ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث


الباب الأول (أصول النقد الأدبي)

الفصل الأول: طبيعة العمل النقدي

أن النقد ينبغي أن ينظم تجاربه المستمدة من الأدب في ضوء النتائج التي استخلصها من العلوم الاجتماعية وما يبلور التجربة. وهو قائم بذاته على الرغم من عدم وجوده بشكل مستقل أو منفصل لأنه خادم للفن وناشر لرسالته.

ويساعد النقد الحديث على فهم الأثر الأدبي وتذوقه وفهم الأديب لطبيعة عمله وتطويره. ورغم سهولة تربية الذوق النقدي عند الجميع، إلا انه لا يكتب فيه سوى القادر على الكتابة دون تحيز لفهمه نظرية الأدب وإحاطته بالتيارات الفكرية والنواحي الفنية لتطبيق النظريات الأدبية، بالإضافة إلى فهم طبيعة العمل الأدبي الإبداعي والاستعانة بأسباب الثقافة لتفسير العمل الأدبي.

وهناك نوعين من النقد؛ "النقد التفسيري" الذي تستغل فيه أسباب الثقافة بالقدر الذي يجلى العمل ويوضحه، و"النقد الحكمي" الذي تستنتج فيه إلى حيثيات فنية.

إن العمل النقدي يقوم في الأساس على النتاج الأدبي من حيث كونه شكلاً من أشكال المعرفة التي تبدأ من حيث أنتهى العلماء في صياغة بحوثهم. والناقد هنا يفتقد الوسيلة التي تفسر له معنى رؤية الأديب الوجدانية.





الفصل الثاني: نحو نقد ملائم


إن للأدب جذور لا تلتمس عند أدباء العصر الجاهلي فقط كما هو واضح في تاريخنا الأدبي المرتبط بهم، بل تلتمس عند هوميروس وإسخيلوس والسفسطائيين وأفلاطون وأرسطو وغيرهم، فالإغريق هم سادة الدراسة الأدبية دون منازع، والجدير بالذكر أن بداية النقد الأدبي بدأت عند الإغريق بداية ساذجة ثم أخذ النقد يتعقد حتى تفرع إلى فرعين؛ فرع قام به الأدباء أنفسهم ورواة الشعر، وفرع قام به الفلاسفة وقد مهد له عن طريق السوفسطائيون.

ومن ضمن الكتب التي تناولت الآراء النقدية عند الاغريق: كتاب (الجمهورية) لأفلاطون بالإضافة لمحاورة (ايون)، وكتابي (الشعر) و(الخطابة) لأرسطو ويعتبران مثالين رائعين لإحدى مراحل النقد الأساسية في العالم. ولقد تمكن النقد الأدبي عند العرب بما قدمه أفلاطون من النمو والتعقيد والتشعب تماماً كما تشعب عن الإغريق أنفسهم.

وقد ظهر العديد من الآراء النقدية عند العرب متمثلة في عدة كتب مثل كتاب (البديع) لابن المعتز، وكتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، و(نقد الشعر) لابن جعفر، بالإضافة إلى (كتاب الصناعتين) لأبو هلال العسكري. كما نمت الدراسات عند الكلاسيكيون من متأخري العصر العباسي، وتطور النقد عن النقد الهيليني كما هو واضح في (رسائل الانتقاد) للقيرواني، و(كتاب العمدة في صناعة الشعر ونقده) لابن رشيق.

حاول النقد الجديد بأساليب وطرق مختلفة أن يستوعب كل نشاط انساني حتى يحسن التذوق والحكم، ويظهر في كتاب (السيرة الأدبية) لكوليردج، كما ظهر عند سانت بيف صاحب النقد الأدبي المتصل بالسيرة. وظهر عند (هيبوليت تين) صاحب النقد الأدبي المتصل بالاجتماع.

والنقد الملائم بدأ يظهر أول ما بدأ عند اثنين أحدهما ريتشاردز في كتابه (مبادئ النقد الأدبي)، والآخر جويل سبينجارن في كتابين له وهم (النقد الجديد) و(النقد الخلاق). بالإضافة إلى كتابين لـ(كونراد ايكن) لتبسيط النظرية الجمالية وهما كتاب (شكوك) وكتاب (ملحوظات حول الشعر المعاصر) وقد ساعدا على رسم ملاحم النقد الذي يمكن أن يكون ملائم لكل عصر.

وفي الحديث عن النقد ثمة رقعة علت فيها أصوات النقاد كرد فعل لنهضة أدبية وأصبحت مركز للعالم العربي، تلك الرقعة هي مصر التي ظهر بها البارودي وإسماعيل صبري والمويلحي والقزويني. بالإضافة إلى أنصار التجديد مثل طه حسين وجماعة الديوان والرابطة القلمية في المهجر. وقد شهد هذا الزمن محاولات تقارنية في الأدب بشكل عام والنقد بشكل خاص.

وقد ظهر النقد الأدبي الحقيقي على يد الشيخ (أمين الخولي)، ثم ظهر كلاً من (مصطفى سويف وعز الدين إسماعيل ومحمد مندور) بالإضافة إلى (لويس عوض) ومجهوداته التحليلية، وكتابات (محمد مندور) وغيرهم.




الفصل الثالث: الذوق والجمال في النقد


ثمة علاقة جوهرية بين الجمال والأدب باعتباره "أحد الفنون، حتى أن بعض الدارسين يعرفون الأدب بأنه نشاط لغوي يستهدف توليد الحياة التي تحدث متعة جميلة" متأثرين بوصف كانط التي قرر فيها "أن الفن عمل يهدف إلى المتعة الجمالية الخالصة".

ومما لا شك فيه أن الناقد الذي يحكم إلى نوع من الإدراك يختلف كل الاختلاف عن الادراك العلمي والادراكين العقلي والغيبي، ويمتاز بالكشف عن طريقة معنى الموضوع ومدى إيحاءاته واشعاعاته، وعليه فإن هذا الإدراك إدراك جمالي يعمل على صرف الذات إلى الاهتمام بالموضوع.

أما الذوق عند (كانط) فهو دائماً مادة للشعور بكل ما نبصره أو نسمعه أو نتخيله، وهو يصدر حكمه بالرضى أو بعدم الرضى على موضوع ما مبتعداً ما وسعه عن الهوى، ومتفتحاً في الوقت نفسه على الكمال والمثال.

وعلى الرغم من اختلاف الأمزجة الفنية واختلاف الأذواق فإن أي ناقد حين يواجه عمل أدبي يسلم فوراً بأنه إزاء موضوع استاطيقي، ومن ثم يبدأ تقمصه الوجداني، ويكون قد أورده في جنسه الفني الذي ينتمي اليه.

وكما هو صعب دور الناقد في تفسير العمل الأدبي، فمن الصعب أيضاً فصل الذوق عن الجمال حتى الاستاطيقا الموضوعية. فلا حدود لعلم الجمال كما أنه لا حدود للذوق.





الفصل الرابع: العناصر الأربعة


العناصر هي في عرف الكلاسيكيين: العاطفة والخيال والمعنى واللغة، وفي التسليم بها تنهض الحقيقة التي لا خلاف حولها. وهى الذات ومبدأ الذاتية في خلق أي شكل من أشكال الفن.

(1) العاطفة:

يقصد بها الانفعال أو الاحساس، النابع من قطبي الحب والكراهية ليشخص في الأشياء قبل أن تجرى عليها أحكام الادراك والتقرير، أو لتشكيل الحالات النفسية التي تجرى في الشعور كما يجري النهر في مجراه، ولا تنفل عن الحضور في الذهن ما كانت هناك حياة. وتشمل العاطفة ما يجري من مشاعر الأديب في وعيه وفي لا وعيه على حد سواء.

لكن هذه العاطفة تظل احساساً دون شكل بغض النظر عن انبثاقها على أجنحة الكلمات والصور في ذهن الأديب. ويخطئ الناقد حين يقوم عاطفة من خلال صورة؛ لأن من السهولة أن يبتكر الخيال أو يؤلف، لكن من الصعوبة في أن يودع العاطفة.

أما عن نقد العاطفة فهو يعتمد على تشريح الأسلوب التصويري، الذي يتسع ليشمل الأفكار التي تزاحم العاطفة أو تمتزج بها.

(2) الخيال:

أن الخيال حسب ما صرح به (جون رسكن) هو ملكة غامضة يصعب تعريفها وأن تكن تعرف بآثارها التي تحتضن العاطفة.

ومن أبسط صور الخيال هي الاستعارة التي أساسها التشبيه، وأما أعقدها فما يختلط بالوهم والأساطير.

ويعد (عباس العقاد) من أبرز نقاد القرن -الماضي- عناية بالخيال، في حين وقفت في الجانب الآخر طائفة من الجامعيين مثل (أحمد أمين) يستعينون بآراء (كانط، رسكين، كوليريدج) في التعريف بالخيال أثناء عرضهم لعناصر الأدب الأربعة.

(3) المعنى:

اختلف النقاد في تحديد هذا العنصر، منهم من جعلوا الفن في خدمة بعض قطاعات الحياة وهم الاغريق واللاتين، وأما أصحاب مدرسة اللذة في الغرب فقد جعلوه وسيلة لعبادة الجمال.

والمعنى عند الماركسيين هو "كل فكرة تؤدي إلى تغيير العالم على قاعدة جبر المادة"، أما عند السرياليين فهو "كل ما يحقق الحلم الإنساني في العودة إلى الطفولة"، وعند الليبراليين فهو "كل ما يمجد الحرية في ظل الديموقراطية".

(4) العبارة (أو اللغة):

ظهر ما يمكن أن نسميه (جماليات اللغة) بعد أن وضع (عبد القاهر الجرجاني) نظريته في نظم الكلمات وهو يبحث عن معنى العبارة الأدبية. ثم ظهر دكتور ريتشاردز بنظريته التي قسم اللغة بمقتضاها إلى رمزية وانفعالية، ليرفع النثر في النقد إلى مرتبة الشعر بحيث يكون المعول على قيمة التجربة. ويعد (ابن قتيبة) أول النقاد العرب الذين عنوا بتوثيق العلاقة بين الألفاظ والمعاني.

وتعتبر اللغة هي مادة الموضوع الأدبي، وهي التي تعطيه شكله، وتفتح الطريق أمام الذوق لاستيعاب حقيقة التعبير الفني، وفتهم الايحاءات التي لها القدرة على معانقة الإنسانية.

لذا يمكننا القول أن الأديب الناجح هو الذي يساعده قاموسه اللغوي على دقة المنطق، والدلالة المسددة، والتوصيل الإيجابي.


ملخص الباب الثاني من الكتاب