ملخص كتاب تاريخ الحضارة الإسلامية - الفصل الثالث

ملخص كتاب تاريخ الحضارة الإسلامية - الفصل الثالث

ملخص كتاب تاريخ الحضارة الإسلامية

الفصل الثالث
(النظام الإداري: الإمارة والدواوين)


أولاً: الإمارة على البلدان:

• تاريخها:
- عندما ازدادت الفتوحات ظهرت الحاجة إلى الاستعانة بالولاة لحكم البلاد المفتوحة التي قسمت إلى مجموعة من الولايات أو الإمارات، يعين الخليفة عليها ولاة أو عمالاً يستمدون سلطانهم منه ويتبعونه.
- الأمير: بمعنى قائد الجيش، أو عامل الخليفة، وكان يتم اختيارهم من الصحابة أو من أماثل القوم وأفضلهم.
- كان عمر بن الخطاب يختار الأمراء من أماثل الناس وأكفئهم من الصحابة في الغالب ويكون له هيبة توقره.
- كان عثمان بن عفان لا يتردد في عزل من يشتكيه أهل عمله، وأخذ عليه تولية أقربائه في السنوات الأخيرة.
- حرص بني أمية على اختيار ولاتهم من بين العرب، وفي الغالب كانوا من آل بيتهم وأنصار دولتهم.


• أنواع الإمارة:
1- إمارة استكفاء: وهي أن يفوض الخليفة إلى الوالي إمارة بلد أو أقليم أو ولاية على جميع أهله في كل شئ.
2- إمارة استيلاء: وهي التي تنعقد عن اضطرار؛ حيث يستولي الأمير بالقوة على بلاد يقلده الخليفة إماراتها.
- الإمارة الخاصة: يقتصر عمل الوالي فيها على تدبير الجيش وسياسة الرعية، وحماية البيضة..إلخ.


ثانياً الدواوين:

• مفهوم الدواوين ونشأتها:
- قيل إن أصل التسمية عربي ومعناها (الأصل الذي يرجع إليه)، وقيل كلمة فارسية معناها (السجل أو الدفتر).
- كان الخليفة عمر بن الخطاب أو من أنشأ الدواوين ورتبها في الإسلام، بسبب كثرة أموال الفتوحات الواردة.
- كان أول ديوان دونه عمر هو (ديوان الجند: يضم أسماء المقاتلة من العرب والموالي وأنسابهم رواتبهم).


• تعريف الدواوين (تاريخ تعريب الدواوين):
- أمر عبد الملك بن مروان (سليمان بن أسعد: والي الأردن) أن ينقل ديوان الشام إلى العربية فأكمله لسنة من يوم ابتدائه وأتى به إلى عبدالملك، فدعا "سرجون" كاتبه وعرضه عليه فغمه خرج كئيباً، ولقيه قوم من كتاب الروم فقال لهم "اطلبوا المعيشة في غير هذه الصناعة، فقد قطعها الله عنكم" وكان ذلك سنة (81هـ).
- وأما ديوان العراق فإن الحجاج أمر كاتبه (صالح بن عبدالرحمن) أن ينقله للعربية ففعل ذلك سنة (78هـ) فشق الأمر على الفرس وبذلوا له مائة ألف درهم على ألا يُظهر النقل، فأبى عليهم.
- ونقل ديوان مصر إلى العربية سنة (87هـ) في إمارة عبدالله بن عبدالملك على مصر من قبل (الوليد بن عبدالملك) فصرف عبدالله انتاش القبطي، وجعل عليه (ابن يربوع الفزاري) من أهل حمص.
- آثار تعريب الدواوين:
1- من الناحية السياسية: أصبحت لغة الدواوين هي اللغة العربية؛ مما ساعد على تقليص نفوذ أهل الذمة والمسلمين من غير العرب، بعد أن انتقلت مناصب هؤلاء إلى أيدي العرب.
2- من الناحية الأدبية: أصبحت اللغة العربية لغة التدوين، فنُقل إليها كثير من الاصطلاحات الفارسية والرومية، وأخذت تظهر طبقة الكتاب منذ ذلك الوقت.


• أنواع الدواوين:
(أ) ديوان الجند (ديوان الجيش أو العساكر أو العطاء):
- أول ديوان في الإسلام أنشأه الخليفة (عمر بن الخطاب) بعد أن تم للمسلمين الانتصار على الفرس في القادسية، إذ أمر كتاب قريش (عقيل بن أبي طالب، ومخزمة بن نوفل، وجبير بن مطعم) أن يكتبوا أسماء الجند من العرب والموالي وأوصافهم وأنسابهم ورواتبهم وترتيبهم (على أساس القرابة من الرسول والسبق للإسلام).
- كان الانتظام في ديوان الجند يعني بالضرورة التفرغ التام للجزية والجهاد دفاعاً عن الإسلام.
- استمر العمل بديوان الجند زمن بني العباس حيث أصبح مجلسين:
1- مجلس التقرير: يختص بترتيب استحقاقات الجند، وتقدير أرزاقهم.
2- مجلس المقابلة: يقتصر عمله على السجلات وتصفح الأسماء.
- شهد ديوان الجند تطوراً في الدولة الفاطمية؛ إذ صار يتألف من ثلاثة دواوين يكمل بعضها البعض وهي:
1- ديوان الجند: كان عمله مقتصراً على التعرف على أحوال الجند وأخبارهم وأعدادهم.
2- ديوان الرواتب: كان مختصاً بتسجيل عطاء الجند، بل وجميع موظفي الخلافة.
3- ديوان الإقطاع: كان عمله مقتصراً على ما هو مقطع للأجناد.

(ب) ديوان الخراج:
- واجباته: جمع الخراج، والإنفاق من موارده على شئون الدولة، ويشير إلى طبيعة فتح البلد عنوة أو سلماً، وحكم الأرض من عشر أو خراج، وأحوال أهل الذمة وما استقر عليهم من في عقد الجزية التي يدفعونها.
- كان في كل ولاية أشبه بالإدارة المالية بجمع الخراج، ويحتفظ بما يحتاج إليه من مصروفات ويرسل الفائض للعاصمة؛ حيث يجمع دخل الأراضي الزراعية في ديوان مركزي لقاء إيصالات استلام وصرف.
- كان متواجد مع ديوان الجند خلال العصر الأموي بسبب الصلة الوثيقة بينهم (لاتصاله بمقادير رواتب الجند).
- كان يشترط بكاتب الديوان العدالة والكفاية ليكون أمين عليه.
- كانت تكتب باللغات المحلية، ونتيجة لتطور الإدارة في العصر الأموي بدأت حركة التعريب لهذه الدواوين.
- في العصر العباسي نقل الخليفة (أبو جعفر المنصور) ديوان الخراج من مقره في دمشق إلى بغداد.
- في عهد الرشيد توسع في المركزية في إدارة شئون دواوين الخراج.
- في عهد المعتضد جمعت الدواوين تحت اسم (ديوان الدار، وله ثلاثة فروع: ديوان المشرق، ديوان المغرب، ديوان السواد/العراق).
- في عهد الخليفة المهدي أصبح استيفاء الخراج على أساس المقاسمة بدلاً من المساحة.

(ج) ديوان الخاتم:
- أول من اتخذ ديوان الخاتم هو (معاوية بن أبي سفيان)؛ بسبب ذلك كتاباته لعمرو بن الزبير (عامله بالعراق).
- ثم تولى مقاليد الديوان (عبدالله بن محصن الحميري) وفي رواية أخرى (عبيدالله بن أوس الغساني).
- وظيفته: نسخ أوامر الخليفة وإيداعها بعد أن تخرم بخيط وتختم بالشمع، ثم تختم بخاتم صاحب الديوان.
- كان من أكبر دواوين الدولة منذ خلافة معاوية إلى أواسط العصر العباسي، وألغي وحولت أعماله بعد ذلك.

(د) ديوان الرسائل:
- اتخذ الرسول ﷺ لنفسه كُتاباً متعددين واستمرت هذه العادة في عهد الخلفاء الراشدين، ومن أمثال كتبته:
1- منهم من اختصه بكتابة الوحي مثل (علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو بكر وعمر وزيد بن ثابت).
2- منهم من كان يكتب له الرسائل التي كان يمليها بنفسه على كتابه، أو يكتبوها ويعرضوها عليه.
3- منهم من تولى كتابة العهود المواثيق مثل (علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وعمرو بن فهيرة).
- في العصر الأموي: كان كل خليفة يفوض أمر الديوان إلى كاتب يختاره، ويضاف إليه أحياناً ديوان السر.
- في العصر العباسي: سمي بديوان الإنشاء، وكان يتولاه الوزير نفسه حيث يشرف على رسائل الخليفة.
- في دولة السلاجقة: عرف باسم ديوان الطغراء (واستمر حتى الغزو المغولي).
- في الدولة الفاطمية: عرف بديوان الإنشاء، وسمي متوليه (كاتب الدست الشريف).

(هـ) ديوان البريد:
- قيل أن أصل التسمية عربي مشتق من (بردت الحديد)، وقيل من أصل فارسي من (بريده دم).
- أول من وضع البريد هو (معاوية بن أبي سفيان) ليقف على أخبار الدولة الإسلامية من جميع أطرافها.
- أوصى (عبدالملك بن مروان) حاجبه بألا يمنع عامل البريد من الدخول عليه ليلاً أو نهاراً.
- أحاط هارون الرشيد مملكته بشبكة دقيقة من خطوط البريد لتوخي السرعة في تلقي الأخبار وإصدار الأوامر.
- كان المشرف على ديوان البريد يعرف بـ(صاحب البريد)، وانقسم موظفو البريد إلى ثلاث عينات:
1- المرتبون: هم الذين يحملون الرسائل في حقائب خاصة من مركز إلى آخر.
2- الفروانقيون: لملاحظة سير السعاة والخيالة، وحالة المحطات (أشبه بالمفتشين).
3- عمال البريد في الولايات: يقومون بتنفيذ سياسته، وتصريف شئون البريد في ولايته.
- كانت وسائل نقل البريد هي (الجمال والأفراس، الرحالة، الحمام الزاجل).


• الدواوين في العصر العباسي:
- كان يُعهد بإدارة كل ديوان إلى مدير يسمى (الرئيس أو الصدر)، أما التفتيش فكان يقوم به مفتشون يسمون (المشرفين أو النظار) لرفع التقارير الوافية عنها إلى الخليفة.

- تأثروا بالنظم الإدارية الفارسية، وأنشئت دواوين عديدة عدا التي عرفت زمن الراشدين والأمويين، وأهمها:
1- ديوان العزيز: وهو مجلس الخليفة وكان يرأسه الوزير الأكبر (لذا سمي بهذا الإسم).
2- ديوان الأزمة: ديوان حسابات عامة لبلاد الخلافة كلها (يشبه ديوان المحاسبة أو الجهاز المركزي).
3- ديوان النظر في المظالم: يعرض عليها الأمور التي لم يقبل أصحابها لحكم القضاة (مثل العليا الاستئنافية).
4- ديوان النفقات: اختص بمطالب البلاط، والنظر في مصروفات الدولة وتأمين الروابط..إلخ.
5- ديوان الصوافي: يتولى الأراضي التابعة للدولة من تأجير واستئجار أو شراء وبيع.
6- ديوان الضياع: لإدارة واستثمار أراضي الخليفة الخاصة وأسرته.
7- ديوان الجهبذة: مهمته الحفاظ على مصالح أهل الذمة وغير المسلمين.
8- ديوان الموالي والغلمان: لتسجيل موالي الخليفة وعبيده.
9- ديوان المواريث: للنظر في المواريث والاحتفاظ بالفاضل من أسهمها.(ألغاه الخليفة المعتضد سنة 283هـ).
10- ديوان المصادرات: لتسجيل أسماء من صودرت أموالهم ومقدارها.
11- ديوان الماء: يُحفظ فيه خراج كل من أرباب المياه وينظر في أمورهم.