ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث - الباب الثاني (اتجاهات النقد)

 

ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث

ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث

الباب الثاني (اتجاهات النقد)

الفصل الأول: الاتجاه التكاملي


هناك صفحات بارعة في تاريخ النقد العربي سجلت بأيدي هؤلاء التكامليين؛ أمثال (العسكري) و(مندور) بالإضافة للشيخ (حسن المرصفي) الذي أسس معالم هذا النقد وأصدر في جزءين من كتابه (الوسيلة الأدبية) ليكون محصلة ذكية للكلاسيكيين المستنيرين. بينما كان لطه حسين -بالإضافة للعقاد والمازني وغيرهم- الفضل الأول في تقديم نظرية الأدب التي تلائمنا وتشجب فهم الكلاسيكيين وذوقهم.

ثم ظهر (محمد خلف الله) ليشيد بالعبارات التأثرية التي تحفز إلى دراسة الأدب وتقوية الذوق الفني، وبعدها ترك الميدان لمن لم يوغلوا مثله في السيكولوجيا، وكان من أنشط هؤلاء (أمين الخولي) الذي روج للبلاغة في إطار جديد يتخطى عن أشياء لا تغني في النقد ويتحلى بأشياء ضرورية في الإحساس والتأثر. وقد كان للخولي تلاميذ كثيرون كتبوا في النقد ووفقوا إلى مال لم يوفق إليه غيرهم بإضافات خصبة في حقلنا الثقافي؛ أمثال (عبد الحميد يونس، شكري عياد، سامي داود، وشميس، وخورشيد، وصلاح عبد الصبور) والذين صاحبوهم أمثال (عبد الغفار مكاوي، وماهر شفيق، وشكري فيصل).

وبينما كان الكلاسيكيون الذين مثلهم (الرافعي) يتمسكون بأهداب التنظيمية الصارمة، عطف المجددون على ما كشف بوضوح عن أن مجال النقد أكبر من أن يتسمى بمسميات معينة أو يخضع لتقسيمات محددة وحرص الجميع على أن يقفوا عند الأداء الأدبي، عند المادة وحدها، ولم يستشرفوا كما ينبغي الآفاق الرحبة التي تفتحت أمامهم. وهناك أيضاً مدرسة الديوان والمستنيرين أمثال (ميخائيل نعيمة) وقد عرضوا لما يعرض له النقاد المجددين أمثال (ريتشاروز، ماثيو).

لكن أفضل النقود التي قدمت في هذا المجال هي نقود (سهير القلماوي) و(عبد القادر القط) ومجاهدات (صلاح عبد الصبور) بعد أن شهدت جولاته توفيقاً ملحوظاً في أن يوازن بين الحاسة العاطفية والمقدرة الفكرية، وغزوات (يوسف الشاروني) الموفقة بدون أدنى شك.



الفصل الثاني: الاتجاه الاجتماعي


مضى المثقفون في بسط أسباب العلمية وشرحت أصول علم الاجتماع من وجهة نظر تقرر انه لابد من معالجة الأدب -من حيث هو فن- كأعمال حضارية، والنقد يصبح بلا جدوى اذا اقتصر على تحليل النصوص والحكم عليها، والأولى نقد العمل الأدبي على أساس انه جزء من النظام الاجتماعي، فيبين كيف ولد هذا العمل وما علاقته بالأنظمة الأخرى، وما الأشياء التي يرمي إليها.

وقد بذلت محاولات سعت لوضع علم الاجتماع الأدبي، ونشط لذلك مؤخراً (إسماعيل أدهم) و(سلامة موسى)، منادين بشجب ما ينتمي إلى كل من الاقطاع والبرجوازية وما يشيع فيهما من الكتابات الناعمة التي تجرى على نسق كتابات (مي زيادة، جبران، علي محمود طه، الأخطل الصغير). وفي لبنان قرر (عمر فاخوري: صاحب مدرسة التحرر الفكري) أن الأدب كسائر الفنون الجميلة يعتبر ظاهرة اجتماعية أصلاً ووظيفة اجتماعية فعلاً.

ومن العسير الحكم على نقاد هذا الاتجاه بأنهم كانوا أكثر شجاعة من النقاد التكامليين في تفريقهم بين القيمة الفنية والفكر الأيديولوجي، فقد استهل نقاد هذا الاتجاه نشاطهم متحسسين في اشفاق خطاهم فلم يفصحوا عما يريدون. لكن الشيء المهم هو أنهم التفتوا إلى القصة، وفتح باب المناقشة في وضعها في المجتمع الجديد إلى الطريق إلى البحث في سائر الأجناس الأدبية.

ويعد (محمد مندور) من أبرز نقاد هذا الاتجاه، وقد اختار لنفسه الفلسفة الأولى، برغم أنه لم يرفض كل محصلات الوجودية، وظل حريصاً على دعائم النقد الجمالي في النقد. وقد استطاع أن يوازن في نظريته النقدية بين الموقف الأيديولوجي والحس الاستاطيقي على أصول عربية للمؤثرات الأجنبية فيها جانب كبير.

كما كان هناك أتباع كثر لهذا الاتجاه أمثال (شبلي شميل) و(لويس عوض) و(عبد العظيم أنيس) بالإضافة إلى كلاً من (محمود أمين) و(شكري عياد).




الفصل الثالث: الاتجاه النفسي


أصبح النقد القائم على التحليل النفسي اتجاهاً بعد أن ظهرت نتائج دراسات الفرويديين للغة والباطن، كذلك بعد أن أفاض أتباع (يونج) في الحديث عن الأسطورة والرمز. ويسميه (سكوت) بالنقد المعتمد على التحليل النفساني، ويشير أيضاً إلى أن هناك هناك شيئيين دعما هذا الاتجاه؛ الأول ما كشفت عنه الطبيعة من علل رصدها الأدب، والثاني اتساع رقعة الخيال وانفراط الرمزية والسريالية عن المذهب الرومانسي.

وقد انتبه إلى هذا الاتجاه (أمين الخولي) وفرض على (الأمناء) أن يتحركوا في هذا الاتجاه بقدر ما يسعفهم علم النفس على كشف غوامض التجربة الفنية. وأيضاً كان لدينا أمثال (محمد خلف أحمد، أنور المعداوي، خلف الله، النويهي، وعز الدين إسماعيل..وغيرهم). ولم يكن أمثال هؤلاء مدينين لمجهودات معينة في المنزع النفساني، فقد جهدوا في أن يتعمقوا في المصطلحات والمفاهيم الجديدة حيث تحدثوا عن (الكبت، الفصام، العقد النرجسية).

لكن العقاد قد سبق (أمين الخولي) بسنوات إلى الاستعانة بنتائج علماء التحليل النفسي على نطاق واسع، فاعتد مؤسساً للاتجاه النفسي مع أن بداياته ظلت تربطه بالتكاملييين وأيضاً مع من يهتم بالعبارة ودلالات الألفاظ من التأثريين.

ويجدر الإشارة إلى أن النقد القائم على التحليل النفسي هو تكتيك منظم للقراءة والتفسير، لكن هذا يتطلب التسليم بشيئين؛ أن صاحب النص عبقري بمعنى أنه على مستوى من الذكاء المتفوق والانفعال الحاد، وان نصه تدفع إليه أسباب أشبه بالأسباب التي تدفع إلى الحلم.





الفصل الرابع: الاتجاه الصحافي


أن أصحاب هذا النقد من جيل الشباب الذي يؤدي دوره بإخلاص في الصحافة، قد تمردوا على التعاليم وبعضهم لم يتصل بالقديم إلا من خلال أعمال اكتفت بوصفه، والتصقوا بالكتابات الأجنبية. وقد وجدوا تشجيعاً بالغاً من أقطاب النقد المعاصر. ويدعون أن النقد مثل الفكر النقدي لا تقتصر وظيفته على اكتشاف المبادئ الجديدة وتذليل الصعوبات لتأخذ طريقها إلى الفن المبدع.

وهم يجمعون على أشياء تعد أصيلة في نظرية الأدب، يفرقون دائماً بين نقد تطبيقي غني بتقديمه الأعمال الانشائية، ونقد تعليمي يعتمد في مراجعه العامة على مترجمات يعول عليها في الحصول على صورة صحيحة للإبداع الفني أو الفكر النقدي المثالي.

ومن أبرز أصحاب هذا النقد: (بدر الديب، رجاء النقاش، صبري حافظ، جلال العشري، سامي خشبة، غالي شكري، فؤاد دوارة) وكلهم يهتم بالأدب من حيث صلته بعصره وبالانسان الذي يبدعه من حيث هو محصلة تاريخية مقررة.


لقد فصل الكاتب والدكتور أحمد كمال زكي في كتابه (النقد الأدبي الحديث) حيث قسم الكتاب إلى قسمين، فحدد في الباب الأول أصول النقد الأدبي: من حيث طبيعة العمل النقدي والنقد الملائم، ثم تطرق إلى الذوق والجمال والعناصر الأربعة للنقد وهي (العاطفة، الخيال، المعنى، العبارة)، أمام في الباب الثاني فحدد اتجاهات النقد في أربع اتجاهات وهي الاتجاه (التكاملي، والاجتماعي، النفسي، الصحافي)، وهو ما جعلنا نتعرف على النقد والنقاد بشكل عام ومفصل بعد إن كان البعض يظن أن النقد الأدبي يقتصر على نوع واحد ويختص به القليل من النقاد دون غيرهم من الكتاب والمؤلفين. ويلاحظ في لغة الكتاب أنه أقرب للمختصين وليس للعامة فالقارئ العادي قد يرى به بعض الحشو وما هو إلا تفصيل ممنهج للوصول إلى الهدف المنشود من الكتاب.


ملخص الباب الأول من الكتاب